الكاميرا المدمجة الأولى في مجال البوكيه Sigma DP2 و لمسة أولى

مقدمة لا بد منها
قد ينظر الكثير باستغراب للعبارة أعلاه ، و لكنها تمثل الواقع إلى حد كبير بالنسبة لمن لا يملكون أكثر من ما يقارب 4000 درهم لشراء كاميرا مدمجة للتصوير العام. و بقيمة ممتازة لا تصل حتى إلى ذلك المبلغ . هذا ما وجدته عندما قررت ذات مرة أن أعطي DP2 تجربة بسيطة فقد طال انتظاري لتجربة الكاميرا التي استبدلتها منذ سنوات DP2s و ها هي ذي تقترب من أيامها الأخيرة بقرب نزول DP2x عالميا و لا تزال أسواق الدولة تحمل النموذج الأول لهذه الكاميرا التي أطلِقت في عام 2008 و إن كانت لا تزال تتميز عن بقية المنافسين حتى اللحظة. فما هو ذلك العامل العجيب الذي يجعل هذه الكاميرا مختلفة عما سواها ؟

في العادة سيسأل البعض عن المواصفات و يمكن الاطلاع عليها هنا Sigma DP2

ولعل الناظر للمواصفات و من سيطلع على الصفات العامة لهذه الفئة من الكاميرات سيرفض حتى فكرة استخدام واحدة منها نظرا لما تبدو عليه مواصفات هذه الكاميرا فهي لا تبدو جذابة على الإطلاق ولعل الفئة الوحيدة التي قد تفكر بهذا هي التي تنظر للنتائج بغض النظر عن المواصفات و لا تبالي كثيرا بعدد المزايا التي تقرر الشركة حشرها في الكاميرا الواحدة و هو النسق الذي دأبت عليه أغلب الشركات لفترة طويلة.

فكرة الكاميرا :
إذن فلماذا تقوم شركة لطالما اشتهرت بصناعة العدسات بدخول عالم الكاميرات بهذه الطريقة ؟ ما هو الهدف الذي كانوا يعتقدون أنه سيدر عليهم الأرباح ؟
حسب الموقع الدعائي الذي وفرته سيجما لكاميراتها و الذي أرى أنه من سهل التصفح ، فهم يستهدفون بهذه الكاميرا الهواة و المبتدئين الطامحين للإبداع . فهذه الكاميرا ببعدها البؤري الثابت تجبر المصور على التفاعل أكثر مع موضوع الصورة بخلاف الفئة التي تفضل أن تعتمد على الزوم مثلا أو الفئة التي تهتم بالتقاط الزر وحسب أو أناقة الكاميرا أو روعة ألوان الشاشة أو ميزة الفيديو العالي الجودة أو ما إلى ذلك
هذه الكاميرا باختصار موجهة لمحبي التصوير الفوتوغرافي ، هواة كانوا أم محترفين . فالهواة سيجدون فيها ألوانا و جودة تصعب منافستها حتى من قبل بعض الكاميرات الأكبر حجما أو التي تقبل تبديل العدسات بحوالي ضعف قيمة كاميرا كهذه.
و المحترفون سيجدون بها ما قد يمكنهم الاعتماد عليه عندما لا يريدون حمل الكاميرا الثقيلة و الاستمتاع بصور جميلة بدون الكثير من التعقيد .و الأهم من ذلك بالنسبة لتلك الفئة فهذه الكاميرا تدعم استخدام فلاش خارجي مما يعطي المصور حرية أكبر في التحكم بصورته.

لمسة أولى :
قمت بتجربة الكاميرا على عجالة لأرى مدى قدرتها على التقاط تدرجات ضوئية عديدة بين الأسود و الأبيض و قدرتها على التقاط الألوان الصحيحة بدون معالجة نظراً لأنني لا أملك حاليا برامج يمكنها معالجة الملفات الخام لكاميرات Sigma ، جميع الصور على ISO 100 ، و كانت النتائج كما يلي :
أولاً : على F/2.8 ( أوسع فتحة عدسة ممكنة )

لاحظت أن البوكيه في هذه العدسة أجمل من معظم ما أراه في الكاميرات المدمجة الأخرى ، بل و يبدو لي أنه مقارب أو يتفوق على بعض العدسات المرفقة ببعض كاميرات SLR ، نعم هناك آثار انحراف لوني بسيط في مناطق التباين الشديد بين الأسود و الأبيض لكن هذا متوقع من عدسة بهذا السعر و يبدو لي أفضل من أداء معظم العدسات الخاصة بالكاميرات المدمجة .

هذه صورة مقتطعة من الصورة السابقة بدون تصغير و يبدو فيها مقدار التفاصيل اللونية و يبدو لي أن الكاميرا واجهت بعض الصعوبة في ضبط توازن اللون الأبيض و هذا متوقع لتعدد مصادر الإضاءة و ألوانها في المكان لكني أعتقد أن أداءها أكثر من مقبول .

ثانياً:
اختيار على F/4

قمت فقط بتغيير فتحة العدسة و قد تجاهلت زيادة التعريض سهواً . نلاحظ وجود تدني في ظهور الانحراف اللوني على الأطراف خاصة عند معاينة الصورة المقتطعة من الأصل فيما يلي :

فوجئت نوعا ما بالاهتزاز البسيط في الصورة الواضح بشكل أكبر عند عدم تصغير الصورة و هذا لعله يعود لاعتيادي على وجود خواص تخفيف الاهتزاز في معظم الكاميرات من هذه الفئة . و رغم ذلك ، فإني أرى أن هذه الكاميرا لو وُجِدت بسعر مناسب فهي تستحق الاقتناء بالنسبة لمن يريدون جودة عالية للصور و لا يمانعون بشاشة منخفضة الجودة لحد ما و بعض البطء بين الصور. و قد تتحسن هذه النقاط مستقبلا في النسخ الأحدث التي لم تقع عيني على أي منها حتى اللحظة .

بالنسبة لسعر الكاميرا في لحظة كتابة هذه السطور فهو يشهد اختلافا كبيرا في السعر بين مكان و آخر قد يصل إلى ضعف السعر في بعض الحالات و أعتقد أن هذا يعود لأن بعض المحلات لا تزال تبيعها بنفس سعرها في عام 2008 عندما نزلت لأول مرة بينما أعتقد شخصياً أن سعراً كهذا قد يكون مناسباً للموديلات الحديثة التي يفترض بها أن تصدر في العام الحالي .

بخصوص المنافسين لها من الكاميرات المدمجة في مجال البوكيه فحاليا لا يوجد منافس لها بسعر أرخص ، و أرخص منافس يقترب منها تبلغ قيمته حاليا ما يزيد عن ضعف سعر هذه الكاميرا بمزايا أكثر بالطبع . لهذا كان العنوان الأولى في مجال البوكيه لأن معظم الناس قد لا تفكر بدفع ما يتجاوز الثلاثة آلاف درهم لكاميرا مدمجة .